Page 120 - منصف-الوهايبي
P. 120

‫أ ّنني كنت في الأوتوبيس الخطأ‬
                                       ‫حر ُت ماذا أفعل؟‬
                                            ‫والوق ُت لي ٌل‬
                                                 ‫وقف ُت‬
                                                ‫جلس ُت‬
                                                 ‫وقف ُت‬

                             ‫وقد أخذ الأوتبيس يسير بطيئا‬
                                          ‫إلى أن تو ّقف‪،‬‬

                       ‫لك ّن س ّيدة أخذت بيدي وهي تبس ُم‪:‬‬
                      ‫ليس يه ّم! طريق البداية يبدأ من خطإٍ»‬

                         ‫هكذا دائما! تلك أصعب حالاتنا»‬

               ‫ث ّم ضاحكة‪« :‬حسنا! ليكن في منزلي في أفيرو‬
                                      ‫ملاذا لهذا الخطأ»‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬في ك ّل حال‪ ،‬ليس المكان حلية أو زينة؛ وإ ّنما هو في ن ّصه‬
‫يفتح على ال ّتساؤل‪ .‬ولع ّل ال ّسؤال الأ ّول يتع ّلق بالمكان نفسه ‪-‬ليس‬
‫في دلالته التي تختزله إلى مج ّرد فضاء فيزيائ ّي‪ -‬بما هو مكان‬
‫الكتابة؛ فهو في هذا المستوى «المكان ال ّراقي» (استعير صفة ال ّراقي‬
‫من كوهين عند حديثه عن ال ّلغة الأدب ّية بما هي ال ّلغة ال ّراقية)‪ .‬وهو‬
‫هاهنا يكتسي ق ّوة تأثير تلامس ال ّتجربة ال ّصوف ّية‪ ،‬دون أن ينفي ذلك‬
‫المضامين ال ّتاريخ ّية لهذا المكان أو ذاك (القيروان‪ ،‬تومبوكتو‪)..‬‬

                                                                           ‫‪120‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125