Page 117 - منصف-الوهايبي
P. 117

‫باكرا كان‪..‬‬

                      ‫والأر ُض ُتنضج في شهر ما َي ودائ َعها‬
      ‫هكذا يولدون معا مثلها كائنا واحدا‪ ..‬هكذا دفعة واحد ْة‬

                                           ‫كالجذور إذ ْن‬

                                     ‫وه ُم النّه ُج والقاعد ْة‬
                     ‫يولدو َن على هضب ٍة‪ ..‬س ّمها الآن فينيقيا‬
                    ‫يخر ُج المتو ّس ُط من ش ّقها‪ ..‬من مشيمتِها‬

                                 ‫حيث أبع َد يستيقظ الأ ْف ُق‬
                              ‫مثل غبا ٍر من الأبد ّي ِة أحمر‪..‬‬
                            ‫حيث لنا برزخ بين ع ْذ ِب فرا ٍت‬

                                           ‫ومل ٍح أجا ٍج‪..‬‬

                                     ‫هنالك في أر ُدو َس‪..‬‬
                    ‫سنعبر منه إلينا‪ ..‬الينابي ُع تلك‪ ..‬نواقي ُسها‬

                                      ‫ما تزال تد ّق لنا‪(((..‬‬
‫أن يكون ال ّشاعر هذه الم ّرة مع المكان‪ ،‬وليس فيه فقط‪ ،‬فلأ ّن‬
‫المكان يرفض أن يلفظ ضحاياه ويص ّر على أن يصاحبهم حيث‬
‫ح ّلوا‪ .‬يتع ّلق الأمر إذن بطوبونيميا مأساو ّية وحدها الأنسب‬

                                        ‫لتراجيديا ال ّسوري ّين‪.‬‬

‫((( المنصف الوهايبي‪ ،‬ال ّسور ّيون‪ ،‬دار آفاق ‪ -‬برسبكتيف للنّشر تونس‪،‬‬
                                          ‫‪ ،2016‬ص‪.144-141 .‬‬

 ‫‪117‬‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122