Page 115 - منصف-الوهايبي
P. 115

‫أو شعر ّية حميم ّية لهذا ال ّر ّسام أو ذاك ال ّشاعر مع المكان وتكثيف‬
‫لها في ما يمكن أن نعتبره ترجمة للمكان؛ من ذلك تغدو إسنادا إلى‬
‫لوحة أو قصيد‪ ،‬فإذا القصيدة نفسها باب ُيصفق مع أبواب القيروان‪:‬‬

                        ‫لا قيروانك أنت راينر ماريا ريلكه‪..‬‬
           ‫إذ تحي ُط بها القبو ُر‪ ..‬كأ ْن َت َك ّتب ِت ال ّسهو ُل جبالها‪..‬‬

                                                  ‫(‪)...‬‬
                 ‫لا قيروا ُن ِك أن ِت روزا أليس‪ ..‬البحر أ ّم ِك‪..‬‬
‫لو أرد ِت‪ ..‬البحر في بورتو بأخض َر كالمخا ِط‪ ..‬الأطلس ّي‪..‬‬

                                               ‫البح ُر عاش ُق ُة‬
                                                ‫ال ّرجا ِل‬

‫(علي َك تأنيث المذ ّكر‪ ..‬أن َت ك ْي تجري استعار َته على ماء‬
                                                  ‫الأنوثة‪..‬‬

                     ‫أو على إيقا ِع كام ِلها‪ ..‬على حركاته‪)..‬‬

                   ‫لا قيروانك أنت سعدي‪ ..‬يا ابن يوس َف‪..‬‬

                                ‫ورد ُة ال ّثلج التي أهدي َتها‪..‬‬

                                               ‫(‪.((()...‬‬

‫بالنّسبة إليه إذن‪ ،‬في حدود ما انتخبنا من قصائده ضمن هذه‬
‫الإطلالة على أماكنه‪ ،‬ال ّشعر ليس مكانا حيث نقيم‪ ،‬وإ ّنما هو نفسه‬
‫يو َجد في مكان الارتيابات‪ ،‬والتر ّددات‪ ،‬وتش ّوشات الانتثار هنا‬

‫((( منصف الوهايبي‪ ،‬كتاب الجغرافيا‪ ،‬دار آفاق‪-‬برسبكتيف للنّشر بتونس‪،‬‬
                                              ‫‪ ،2018‬ص‪.19-18 .‬‬

 ‫‪115‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120