Page 116 - منصف-الوهايبي
P. 116
وهناك .وكذلك الأمر في كتاب الجغرافيا الذي يتح ّول إلى كتاب
من الحواشي ال ّطوبولوج ّية الحميم ّية .وبالنّسبة إليه ،فإ ّن حرف
الجرف الذي قد يلائم أكثر من غيره إ ّنما هو حرف «بين» ،فال ّشاعر
لا يرسم حدود المكان ،ولكنّه ُيدخل المكان وأشياءه في القصيدة؛
ذلك أ ّن القصيدة عبور ،مرور ،حركة مفتوحة ومضيافة ،دعوة إلى
مكان عالق بين القصيدة وتأويلها ،عالق أيضا هناك في أطراف
ال ّذاكرة أو الخيال ،ك ْد ُت أقول النّسيان!
على أ ّن المكان ليس دائما ما نكون فيه أو ما نذهب إليه؛ بل
نكون أحيانا معه كما يكون معنا:
كن ُت اعرف أ ّني ورائ َي خ ّلف ُت أر َض ال ّشآ ِم..
وخ ّلف ُت شمس الجنو ِب..
وها ه َي و ْسط ال ّضبا ِب ال ّشمال ِّي
نحوي أنا تتق ّد ُم
خضرا َء ..زرقا َء ..بيضا َء ..سودا َء ..سامق ًة..
بموانئها وسلالي ِمها
الجنو ُب ال ّشمال ُّي ..هذا ال ّشما ُل الجنوب ُّي..
حيث صفير القطارا ِت ليلا يحاكي
نبا َح الكلا ِب هنال َك ..في أرض ال ّشآ ْم
().........
باكرا كان يأتي ال ّربيع
116