Page 87 - منصف-الوهايبي
P. 87

‫غير أ ّني من نبيذ البارحة‬
                           ‫لم يزل ف ّي وريد هاد ٌر من شج ٍن‬

                                   ‫أو ر ّبما بع ُض فر ْح!‪((( ‬‬
‫إ ّن ما اعتبرناه سير ًة شعر ّية يق ِّدم المشاه َد المختلف َة ولهذا لا‬
‫يكون تصوي ُر الحياة في موطن الأنا مبه ًجا دوما‪ .‬صحيح أن نبيذ‬
‫البارحة رامز إلى ما يكون استمتاعا بأويقات الهوى وبطيب العيش‪،‬‬
‫لك ّن تذ ّكر الماضي البعيد يثير الأشجا َن مثلما يبعث على الأسى‬
‫وهذا مح ّصل من الوريد الهادر شجنًا ولهذا لم يكن الفر ُح تا ّما‬
‫وال ّسعاد ُة دائم ًة‪ .‬والتو ّزع بين حالات تبدو متضارب ًة يق َّدم بوصف‬
‫ال ّطريق ا ّلذي ُيع ّد سالكا دلي َل استمرا ِر الحياة دون مصاعب‪ ،‬ولكنّه‬
‫« ُيفضي إلى ذاكرة تغم ُرها الأشباح» حين تقوم في الوجدان صورة‬

                           ‫الأخت والأخ وقد غ ّيبهما الموت‪:‬‬
                     ‫أخ ٌت في حرير ال ّليل تصطاد الفراشات‬

                                                ‫تناديني‪:‬‬
                               ‫«تعال الآن يا منص ُف وان ُظر‬
                              ‫س ّلتي ملأى بأقواس قزح‪»! ‬‬

                                  ‫وأ ٌخ يضحك في الموت‬
                               ‫ويجري في غبار العربا ِت(((‬

                                       ‫((( ديوان الوهايبي‪ ،‬ص ‪.153‬‬
                                    ‫((( نفسه‪ ،‬الصفحتان ‪.154-153‬‬

 ‫‪87‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92