Page 88 - منصف-الوهايبي
P. 88
ُتستعاد بع ُض أحداث ال ّطفولة وما تخ ّللها من مرح الإخوة
يتشاركون في ال ّلهو داخل ذلك الفضاء الحميم ّي في حرم ال ّطبيعة،
وقد بدا وص ُف الأخت مشبعا تحنّنًا .واستعار ُة «حرير ال ّليل» توحي
بالر ّقة وأ ّما الحوار المنقول فيفيد ال ّرغبة في تحصيل الجمال قد
يكون الفراش دالاًّ عليه بما أ ّن كثرة الألوان الزاهية تذ ّكر بألوان
قوس قزح.
وال ّطري ُف في ال ّتصوير الشعر ّي هنا بنا ُء الكلام بنوع من المفارقة
وذلك بالجمع بين الموت وال ّضحك إيحا ًء بأ ّن الأخ قد خطفه
الموت مب ّكرا.
والمتح ّصل إجمالا أ ّن هذه القصيدة تش ّكل صو ًرا من الحياة
المب ّكرة في قرية الميلاد والنشأة الأولى ،وأ ّن استعادة الماضي
المنقضي في ذلك المكان ا ّلذي صار بعي ًدا ،تثير المشاع َر والخواط َر
وتح ّرك الوجدان .ولع ّل ما ع ّم َق وطأ َة الإحساس ببالغ الفقدان هو
اختطاف الموت للأهل الأقربين وهذا ما جعل ال ّصوت الشعر ّي في
هذا الن ّص يك ّرر الجملة الِافتتاح ّية ليجعلها ُقفلا للقصيدة تعبيرا منه
عن التو ّجع من اِستدعاء أحداث الماضي البعيد.
88