Page 83 - منصف-الوهايبي
P. 83
إ ّن الإشارة ال ّزمن ّية تحت عنوان هذه القصيدة تق ّدم ملمحا من
ملامح السيرة الشعر ّية للوهايبي المولود سنة 1949وا ّلذي اِلتحق
بالمدرسة الِابتدائ ّية بهذه القرية النائية في أرياف القيروان.
وال ّصوت ال ّشعر ّي المشت ّق من ال ّصوت ال ّشخص ّي للوهايبي
يتو ّلى مسؤول ّية الِاستعادة ل َمشا ِهد الحياة في مسكلياني ويح ّرك
ذاكرته كي تلتقط ال ّزمان المنقضي أ ّيام الطفولة المب ّكرة:
جرس ُيقرع – في مدرسة نائي ٍة –مسكلياني
هب ُة القمح ا ّلذي ينس ُج ذكرى ال ّصي ِف
إر ُث الماء والمل ِح
حصا ٌن ناص ٌب ُأذ َن ْيه في ال ّريح ()...
(هل م ّر قطا ُر الفج ِر أ ْم خي ُل الأمازي ِغ؟)
لقد د ّوى جنا ٌح في َحري ِر العش ِب والت ّم ْت فراش ْه(((
يلتقي ال ّصوت الشعر ّي وال ّصوت ال ّسرد ّي لتقديم ِك َس ٍر من طور
ال ّطفولة في هذه القرية ويستعي ُد الحيا َة المدرس ّي َة فيها .والمتك ّلم-
المتذ ّكر ينتقل سريعا من سيرة الإنسان إلى سيرة المكان الحافل
بالخيرات المتن ّوعة .إ ّن هبة القمح ا ّلذي ينسج ذكرى الصيف ترمز
إلى خصائص هذه البيئة الفلاح ّية التي عايشها المتك ّلم في طفولته
وإلى تج ّدد هذا المحصول ك ّل سنة دلي َل وفرة .وأ ّما إر ُث الماء
والملح فإشار ٌة إلى ما كان ينعقد بين أهل القرية من تحابب ومن
وئام ،ومن تقاسم صعوبات الحياة وطيب المعاشرة.
((( ديوان الوهايبي ،ص .152
83