Page 93 - منصف-الوهايبي
P. 93
إ ّن هذه المجموعة من القراء هي عينة ممثلة لذوق نخبة شعر ّية
مبدعة من ناحية ونخبة ذات تكوين علمي أكاديمي من ناحية
ثانية ،ويمكن بالنظر في كيف ّية تقب ّلها لشعر المنصف الوهايبي أن
نك ّون تص ّورا عاما عن كيف ّية تعامل الشعراء العرب المعاصرين مع
التجارب الشعر ّية وكيف ّية التفاعل معها جمال ّيا.
الملاحظة الثانية التي لاب ّد من الوقوف عندها هي في التنوع
الجغرافي،إن جاز القول ،للشعراء الذين تناولوا تجربة المنصف
الوهايبي؛ فهناك شاعر ناقد مغربي وهناك شاعران ناقدان من تونس
وشاعر من مصر وآخر من اليمن ففلسطين ولبنان .هذا الامتداد
الجغرافي مه ّم من جهة كونه يصلح أن يكون معيارا يمكن الاستناد
إليه في استخلاص نتائج تنسحب على كامل البلاد العرب ّية تقريبا،
ولع ّل أجلاها أ ّن الوهايبي تجاوز حدود وطنه تونس ليح ّقق حضورا
عربيا يجعله شاعرا «قومي ّا» بالمعنى الأدبي للمصطلح لا بمعناه
السياسي المعروف .مع الملاحظة أ ّن انتشار شعر الوهايبي تجاوز
الفضاء العربي ليصل إلى أروبا من خلال احتفاء الناقد والإعلامي
الفرنسي برنار بيفو بقصيدة الوهايبي التي كتبها بعد 14جانفي
تحت عنوان « تمرين على كتابة يوم الجمعة 14جانفي »2011
وترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان Que toute chose se taiseأو
دراسة الأكاديمي الإيطالي tra gli echi del passato. Lo spazio,
,Simone Sibilio . aperto del testo di Munsif Al- whaibi
(من أصداء الماضي:فضاء الن ّص المفتوح لمنصف الوهايبي)
لن نقف في هذه المداخلة المختصرة عند ك ّل وجوه تق ّبل شعر
الوهايبي من قبل هذه المجموعة الهامة من الشعراء الباحثين لأ ّن
93