Page 96 - منصف-الوهايبي
P. 96

‫بحتة( الاقتدار الشعري‪ /‬النفس الممت ّد‪ /‬اللغة الطازجة المدهشة‪/‬‬
      ‫الانتقال من مقام إلى مقام‪/‬المزج بين الواقع والأسطورة)‪.‬‬

‫وقد عمد شوشة إلى إقامة ضرب من المقارنة بين شعر الوهايبي‬
‫وشعر غيره من المشاركين في المهرجان‪ ،‬وهي مقارنة تذهب في‬
‫اتجاه المفاضلة الواضحة بين الشاعر التونسي «المجهول» نسب ّيا‬
‫والأسماء الر ّنانة في عالم الشعر العربي‪.‬وهي مقارنة لا تخلو من‬
‫تلميحات تكاد تكون صريحة إلى وجود فروق كبيرة بين شعر‬
‫الوهايبي وشعر شعراء كبار نالوا منزلة لدى جمهور الشعر العربي‬
‫بضرب من « الصراخ» أو ما وصفه شوشة بالشعر «الزاعق»‪ ،‬وقد صار‬
‫الشاعر المصري إلى أ ّن الوهايبي القيرواني التونسي سعدي يوسف‬
‫العرقي صوتان يفوقان بق ّية الأصوات الحاضرة في المهرجان‪».‬‬
‫ليلتها ولد في وجدان الجمهور القاهري والعربي المشارك في‬
‫المهرجان شاعر تونسي كبير القامة‪ ،‬وعندما هدأ صخب الحفل‬
‫وجلجلة الشعر الزاعق وبدأ سكون البحيرة كان واضحا أن شعر‬
‫الوهايبي التونسي وسعدي يوسف العراقي هو الأبقي والأكثر‬
‫رسوخا واستقرارا وقدرة علي خطاب المستقبل‏‪ (.‬شوشة‪ )1‬رغم‬
‫أ ّن المهرجان عرف مشاركة محمود درويش وحجازي وسامي‬
‫مهدي وشوقي بزيع وعبد اللطيف اللعبي‪.‬و لع ّل الذي ش ّد شوشة‬
‫إلى تجربة الوهايبي‪،‬وقد سمعه مرة ثانية في الفيروان‪،‬لغ َته التي‬

     ‫سلف لها أن فتنت كبار الشعراء العرب القدماء يقول شوشة ‪:‬‬

‫«وفي القيروان لؤلؤة تونس البيضاء وقبتها المرصعة بالنجوم‏ ‏‪-‬‬
‫أتيح لي أن أصغي ثانية لمنصف الوهايبي من خلال الملتقي‬
‫الشعري الذي أقيم في مكتبة ابن رشيق وشهده حشد من رواد‬

                                                                             ‫‪96‬‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101