Page 97 - منصف-الوهايبي
P. 97

‫المكتبة وأدباء تونس وشعرائه‏ا ‏‪ .‬كان الوهايبي في مختاراته التي‬
‫ق ّدمها يستدعي حضور سعدي يوسف الذي أهدي إليه قصيدته‬
‫سيراميك ذكري شتاء القاهر ‏ة‪,1996‬‏ قلت لنفس ‏ي ‏‪ :‬ها هو ذا منصف‬
‫الوهايبي يذكرنا ثانية بسعد ‏ي وبمهرجان القاهرة الذي جمع بينهما‬
‫وكانا نجميه المتألقين‏‪ ،‬وامتد أفق من جلوات الشعر الحميم بين‬
‫القاهرة والقيروان‪ ،‬تحمله هذه اللغة المتفجرة المدهشة التي لم‬
‫يتوقف تفجرها أو ادهاشها منذ سبعة عشر قرن‏ا‪-‬‏ هي العمر المدون‬
‫المعروف لإبداع هذه اللغ ‏ة ‏‪ -‬والتي أدهشت منذ زمان طويل عنترة‬
‫العبسي حين داخلته الخشية ألا يكون ثمة كلام جديد يقا ‏ل‪ ،‬وهل‬
‫ترك الشعراء الذين سبقوه شيئا من الشعر لم يصلحوه ويهذبوه أو‬
‫معني لم يسبقوا إليه حتى يتهيأ لمثله أن يأتي به» ( شوشة‪ )1‬هذا‬
‫الانبهار بشعر الوهايبي يتواصل في المقال الذي خصصه شوشة‬
‫لديوان «ميتافيزيقا وردة الرمل» رغم ميله إلى الح ّد من إظهار فرط‬
‫الإعجاب ‪ »:‬حين أهداني منصف الوهايبي ديوانه الثالث «مخطوط‬
‫تمبكتو«كتبت عنه باعتباره شاعرية ما بعد الشابي في تونس‏ ‏‪ ،‬ورمز‬
‫الحركة الشعرية الجديدة فيه‏ا‪ ،‬حداثة وإبداعا وهو في هذا الديوان‬
‫الجديد ين ّقب في ذاكرة المكان مثبتا لقصائده المندلعة منها عنوانا‬
‫لافتا هو نوافذ عمياء وسرعان ما تنهمرالأماكن‏‪:‬‏ مع ّرة النعمان‏ ‏( في‬
‫قصيدتي ‏ن)‏ مدينة صور‪،‬‏المهدية‪،‬مرسي ‏ه‪،‬‏ دمشق‏‪ ،‬قيروان‏ ‏(في ثلاث‬

           ‫قصائ ‏د ‏) القاهرة‏‪ ،‬أصيل ‏ة‪ ،‬طنج ‏ة ‏‪ ،‬سفيطلة ( شوشة ‪.)2‬‬

‫هذا الإعجاب بتجربة الوهايبي الشعرية نجده حاضرا ـ وإن على‬
‫نحو آخر‪،‬في مقالات أخرى مثل مقال شوقي بزيع الذي تو ّقف في‬
‫عمله عند خاص ّية تم ّيز تعامل الوهايبي مع الشعر فلاحظ معجبا ما‬
‫يوليه الشاعر التونسي من قيمة لعمل ّية الكتابة فهو حذر يته ّيب الكتابة‬

 ‫‪97‬‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102