Page 94 - منصف-الوهايبي
P. 94

‫المناسبة تضيق بذلك‪،‬و قد يكون هذا المقال مدخلا يفتح باب‬
‫النظر في مسألة التق ّبل مثلما ن ّظر لها المنظرون المشهورون في‬
‫مدرسة كنستونس‪ Constance‬وخاصة هانس روبرت يوس المتأثر‬
‫بهرمينوطيقا هانس غورج غادامار وزميله ولفقانق إيزير‪ .‬لقد كان‬
‫الدرس الأدبي يهت ّم بالعلاقة بين الكاتب والن ّص فإذا رواد مدرسة‬
‫كونستونس يغ ّيرون مركز الاهتمام ليصبح الاهتمام مو ّجها إلى‬
‫العلاقة بين القارئ والن ّص‪ ،‬باعتبار أ ّن هذه العلاقة هي الأجدر‬
‫بالاهتمام رغم ما لحق هذه المدرسة من نقد عقب انتشارها السريع‬
‫خارج أألمانيا وخاصة النقد الذي كتبه السوسيولوجي الفرنسي‬
‫الشهير بييير بورديو في كتابه ‪ Les règles de l’art‬حول مفهوم‬
‫القارئ لدى يوس وإيزير وهو مفهوم نخبوي و«مصطنع» لأنه مفهوم‬
‫نظري لا يأخذ بعين الاعتبار القراء الواقعيين‪ .‬لكن نقد بورديو على‬
‫وجاهته يغفل وجود قراء واقعيين ومتقبلين فعليين للن ّص الأدبي‬
‫يتفاعلون معه على نحو أو على آخر ويعبرون بطرق مختلفة عن‬

   ‫تفاعلهم مع الن ّص فكيف تق ّبل الشعراء ـ الق ّراء شعر الوهايبي؟‬

‫حاولنا أن نصنّف أشكال التق ّبل والتفاعل مع ن ّص الوهايبي‬
‫الشعري من خلال قراءة شامل لهذه المقالات فوجدنا نوعين‬

                                      ‫كبيرين من أنواع التقبل‬

                                ‫‪ 1‬ـ الإعجاب والانبهار‪:‬‬

‫لم يخف بعض المتقبلين من الشعراء التعبير عن إعجابهم‬
‫بصوت الشاعر التونسي المنصف الوهايبي واعتباره صوتا شعر ّيا‬
‫متم ّيزا وسط أصوات شعر ّية أكثر شهرة منه في الفضاء العربي‪،‬‬
‫ويبدو هذا الموقف واضحا لدى الشاعر المصري فاروق شوشة‬

                                                                             ‫‪94‬‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99