Page 99 - منصف-الوهايبي
P. 99
المفهوم بالتشبيه والإستعارة .هذه المقاييس الضابطة لكيان «الشعر
الحقيقي» في تص ّور المقالح تنطبق على شعر المنصف الوهايبي
يقول »:وعندما نقف مع الشاعر التونسي المنصف الوهايبي فإننا
نقف مع ظاهرة شعرية تعكس أبعاد ما نراه شعر ًا حقيقي ًا يتجاوز
في قراءته وتأويله الكثير من السائد اللاشعري ،ويقدم ن ّص ًا قادر ًا
على الإمساك بما هو صعب وقص ّي مما يبحث عنه الشعر ويسعى
إلى التقاطه .وما أراه مبالغ ًا وهو يقدم نفسه إلى القارئ في أحدث
أعماله الشعرية« :ميتا فيزيقيا وردة الرمل» على هذا النحوِ « :م البدء
كنت أبي وأمي /كانت الأشياء خرس ًا كلها /فشقق ُت من صمتي/
لها أسماءها - /وأنا الذي سميت نفسي دونها /-ونطقت بي
وبها /وكن ُت لسانها /حتى أتى الأغراب من شعرائها /فتعاوروا
كلماتها زمنا /وقد لبسوا عل ّي ضياءها /باسمى أداروها على كل
الذي شاءوا لها /إلاّ على أسمائها»( المقالح).
سنكتفي بهذا الضرب من التق ّبل لشعر المنصف الوهايبي وهو
التق ّبل القائم على إبداء الإعجاب بالتجربة الشعر ّية ،ولا نخال أن
هؤلاء الشعراء مثل فاروق شوشة وشوقي بزيع وعبد العزيز المقالح
كانوا مبالغين مجاملين للمنصف الوهايبي وهم يستحسنون ن ّصه
الشعري استحسانا كبيرا .لقد وجد ك ّل واحد منهم في هذه التجربة
ما يلتقي مع تص ّوره للشعر المص ّفى إن جاز لنا القول في ساحة
شعرية مفتوحة على مختلف التجارب الشعر ّية لكن ذلك لا يعني
استواء هذه التجارب ووقوفها على نفس العتبة الشعر ّية .ويبدو
هذا الضرب من التقبل أقرب إلى روح الشاعر،إن جاز القول ،منه
إلى روح الباحث الأكاديمي أو الناقد المتسلح بآلة نقد ّية يعالج بها
99