Page 101 - منصف-الوهايبي
P. 101

‫أ ّما فتحي النصري فقد راح في مقاله «شعر ّية التخييل» يبحث‬
‫عن مميزات ك ّل مجموعة شعر ّية من مجموعات الوهايبي التي لا‬
‫تتشابه لأ ّن الشاعر باحث دوما عن التج ّدد‪ ،‬وقد لاحظ النصري أ ّن‬
‫الوهايبي أصبح يميل في تجاربه الشعرية الأخيرة(مقال النصري‬
‫يعود إلى سنة ‪ )2008‬إلى بناء القصيدة على حكاية غالبا ما تتصل‬
‫بعالم الحيوان‪.‬وقد ح ّدد الكاتب مفهوم الحكاية عنده‪ ،‬ثم لاحظ أ ّن‬
‫هذه النزعة موجودة في شعر الوهايبي قبل بروزها في كتابه الموسوم‬
‫بفهرست الحيوان ؛ هي موجودة في الديوان الثاني للوهايبي «من‬
‫البحر تأتي الجبال في باب عنوانه « حديث الحيوان» وهي موجودة‬
‫في « ديوان ميتافيزيقا وردة الرمل» في باب مماثل عنوانه «حيوانات‬

                                        ‫المنصف الوهايبي»‪.‬‬

‫ويطرح الدارس‪ /‬الشاعر أسئلة مدارها العلاقة المحتملة بين‬
‫الشعر ّي والسرد ّي‪ ،‬ومدى انسجام هذه النصوص السرد ّية مع‬
‫نصوص أخرى في الديوان موغلة في التجريد والغموض‪ .‬وقد‬
‫خلص الباحث إلى وجود صنفين من الحكايات في شعر الوهايبي‪:‬‬
‫صنف أطلق عليه تسمية « الحكاية المو ّظفة» وهي غير المقصودة‬
‫لذاتها‪ ،‬وصنف ثان هو الحكاية غير المو ّظفة وهي غير المقصودة‬
‫لذاتها‪ .‬وقد حرص الكاتب على تحديد مفهوم التوظيف عنده‬
‫فربطه بمفهوم التناص والتطريس‪ .‬ولذلك رأى أ ّن المه ّم في البحث‬
‫هو تتبع صيرورة الحكاية الموظفة في الن ّص الشعري وتحولاتها‬
‫بالقياس إلى الأصل الذي منه جاءت لتحمل بهذه التح ّولات‬
‫دلالات لم تكن لها في الأصل‪ .‬وخلص‪ ،‬بعد النظر في مد ّونة‬
‫الوهايبي الشعر ّية‪ ،‬إلى أ ّن الحكاية في شعره لا تعدو وظيفتين هما‬
‫إ ّما التمثيل أو الترميز‪،‬فيحيل معناها الظاهر على معنى آخر خف ّي‬

 ‫‪101‬‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106