Page 100 - منصف-الوهايبي
P. 100
الن ّص الشعري ،وهذا ما نجده في مقالات أخرى وفي ضرب آخر
من ضروب التق ّبل
)2التقبل الأكاديمي الهرمينوطيقي:
ل ّما كان بعض الشعراء الذين استندنا إليهم في كتابة هذا المقال
المتواضع أكاديميين يشتغلون بتدريس الأدب العربي عموما،
والشعر خصوصا ،لم يكن من الغريب أن نجد مقاربات لشعر
الوهايبي تتعامل معه تعاملا أكاديميا صرفا بعيدا عن التق ّبل الذي
رأيناه في المستوى الأ ّول من هذا العمل .لا نجد في مقالات كثيرة
مثل مقالات الشاعر محمد الغزي أو الشاعر فتحي النصري أو
الشاعر المغربي أحمد الدمناتي علامات تد ّل على الإعجاب أو
الانبهار أوعلى خلاف ذلك؛ إذ تح ّل في كتابات هؤلاء لغة تحليلية
نقدية تفكيك ّية مح ّل لغة العاطفة والانفعال .راح محمد الغزي في
مقاله المذكور أعلاه يتساءل عن دلالة « تقريظ المكان» في ن ّص
الوهايبي الأ ّول من مجموعته الموسومة بــ«ديوان الصيد البحري»
ث ّم تساءل عن المكان المقصود تقريظه واصلا بين ن ّص الوهايبي
الحديث ونصوص المعلقات التي يروم الن ّص أن يكون منها،وقد
وقف الشاعر /الباحث عند بعض العناصر التي استدعاها الوهايبي
من المعلقات مثل استدعاء «يوم دارة جلجل في مع ّلقة امرئ القيس
أو استدعاء صورة الذباب الشهيرة في معلقة عنترة .ويخلص
الباحث إلى أ ّن ن ّص الوهايبي يراهن على الإخفاء والإغماض أكثر
من مراهنته على الإبانة والإيضاح .ومن شأن هذه المراهنة أن تفتحه
على احتمالات تأويل ّية لا يح ّد مداها.
100