Page 103 - منصف-الوهايبي
P. 103
الوهايبي نفخت فيها فإذا هي خلق آخر يومئ ويشي،لكنه لا يفصح
ولا يقول» وعرض شوشة الن ّص دون أن يتو ّلى تحليله أو تأويله.
يتمتع فاروق شوشة الشاعر بالن ّص الشعري ولا يعالجه معالجة
الأكاديمي المحلل ر ّبما كي لا يفسد متعة النص.
ويقف فتحي النصري عند هذا الن ّص حين يتناول علاقة المشابهة
بين عالم الحكاية الموظفة والعالم الذي يحيل عليه الشاعر ،وهي
علاقة قد تكون ضمن ّية والمثال على ذلك عنده ،هو قصيدة «حلم
في تمبكتو ..كنز في ترشيش ..حلم في ترشيش ..كنز في تمبكتو»،
ويلاحظ أ ّن في إشارة الوهايبي في هامش القصيدة إلى أ ّن الأمر
يتعلق بصياغة شعر ّية لحكاية أوردها التنوخي في «الفرج بعد
الش ّدة» مخاتل ًة تكشفها القراءة المتأ ّنية حين تكشف عن التغييرات
التي أدخلها الشاعر على مضمون الحكاية الأصل ّية ما ح ّول دلالتها.
وقد أورد النصري خبر التنوخي القصير وراح يقارن بين المتن
الحكائي الأصلي وتحولاته في نص الوهايبي الشعري ،ويخلص
إلى أ ّن هذه التحويلات ع ّززت الأبعاد الصوف ّية في الحكاية (
الكنز في زاوية الجيلاني عند جذع النخلة) وقد بنى النصري
تأويلا للمقابلة بين تمبكتو (القيروان في شعر الوهايبي) وترشيش
(تونس عند الوهايبي).وبغ ّض النظر عن مقبول ّية التأويل الذي صار
إليه النصري فإنه قد خلص إلى أ ّن هذا الن ّص «ليس صياغة شعرية
لحكاية التنوخي وإ ّنما هو توظيف لها وفق رؤية مدارها الانتصار
لفرد ّية الشاعر والاحتماء بغنى العالم الداخلي الذي يتماهى مع
تمبكتو أو القيروان تارة ومع «مسكلياني» أو مسقط رأس الشاعر
تارة أخرى».
103