Page 102 - منصف-الوهايبي
P. 102

‫يدركه المتلقي بتأويلها تأويلا مجازيا(النصري)‪.‬وراح ال ّدارس بعد‬
‫ذاك يتناول بالتفصيل كيف ّية حضور هذين الشكلين في نص الوهابي‪.‬‬

‫يبدو التعامل في مقال النصري مع شعر الوهايبي تعاملا أكاديميا‬
‫فالباحث يدرس ظاهرة في هذا الشعر مركزا عليها دون غيرها من‬
‫القضايا التي ليست في هذا السياق مح ّل اهتمام ونظر‪ .‬إ ّن التق ّبل هنا‬
‫هو تقبل مو ّجه تمليه اهتمامات الباحث الأكاديم ّية ومشاغله البحث ّية‪،‬‬
‫والن ّص الشعري مط ّية للاختبار والفحص‪،‬وهذه هي خاصية التق ّبل‬
‫الأكاديمي للن ّص الشعري خصوصا والن ّص الأدبي عموما‪ .‬هذا‬
‫التق ّبل يح ّول في نظرنا‪،‬وقدنكون مخطئين‪،‬الن ّص الشعري إلى ما‬
‫يشبه «الجثة» التي يت ّم تشريحها بآلة نقد ّية قصد الكشف عن وظائف‬

                                          ‫مك ّوناته وتش ّكلاته‬

‫و قد لفت انتباهنا من خلال النظر في هذه المدونة النقد ّية التي‬
‫وقفنا عندها وقوف أكثر من ناقد لدى حكاية وظفها الوهايبي هي‬
‫خبر التنوخي الشهير الوارد في كتابه « الفرج بعد الش ّدة والموسومة‬
‫هناك بـ«رأى أ ّن غناه بمصر» وهو الخبر الذي وظفه الروائي‬
‫البرازيلي باولو كويلهو في كتابة روايته الشهيرة «الخيميائي» وقد‬
‫صاغه الوهايبي صياغة شعرية وسنحاول بسرعة أن نقف عند تقبل‬

                               ‫بعض الباحثين لهذا التوظيف ‪.‬‬

             ‫* تقب ّل توظيف خبر التنوخي في ن ّص الوهايبي‪:‬‬

‫تو ّقف فاروق شوشة بإعجاب عند قصيدة الوهايبي «الجميلة‬
‫المحكمة النسج المرهفة النّصال حلم في تمبكتو‪ ..‬كنز في ترشيش‪،‬‬
‫حلم في ترشيش‪ ..‬كنز في تمبكتو‪ .‬ولقد قفزت الحكاية‪،‬كما يقول‬
‫فاروق شوشة‪ ،‬من بين سطور الفرج بعد الش ّدة ‪« .‬لكن شاعر ّية‬

                                                                           ‫‪102‬‬
   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107