Page 107 - منصف-الوهايبي
P. 107

‫شعر ّية ال ّطوبونيميا في قصيدة‬
               ‫الوهايبي‬

‫المعّز الوهايبي‬

‫لا ب ّد‪ ،‬ب ْدءا‪ ،‬من ال ّتمييز بين فكرة المكان وفكرة «تسمية‬
‫المكان»‪ .‬في شعر منصف يكاد لا يخلو قصيد له‪ ،‬طال أو قصر‪،‬‬
‫من استحضار المكان؛ لكن أيضا الأماكن لديه أسماء وعناوين‪.‬‬
‫بالفعل‪ ،‬لديه قصائد موسومة بطبيعتها بأسماء أماكن‪ ،‬وله كذلك‬
‫بعض المجموعات التي تحمل عنوانا هو اسم لمكان بعينه(((‪ .‬لك ّن‬
‫ال ّطوبولوجيا‪ ،‬في مجملها‪ ،‬لديه تكاد لا تنفصل عن ال ّطوبونيميا ح ّتى‬
‫أ ّنه قد يجوز القول بأ ّن مد ّونته ال ّشعر ّية ضرب من سج ّل طوبونيم ّي‪.‬‬
‫ولا يتع ّلق الأمر بأسماء المدن أو ال ّشوارع أو المرافئ أو الأضرحة‬
‫والمقامات أو الحانات‪ ،‬فح ّتى ال ّصحراء لها اسم علم هو ال ّصحراء؛‬
‫وإن صادف أن رأى فيه القارئ اسما لا يفي بالغرض فإ ّن ما تتض ّمنه‬
‫ال ّصحراء من أشياء ومفردات ومظاهر وقوافل وشخص ّيات ينهض‬
‫لها اسما علما ح ّتى لكأ ّنها تتس ّمى بك ّل ذلك(((‪ .‬وهو بذلك لا يفعل‬
‫غير أن يستأنف ما جرى عليه القصيد الجاهل ّي من حيث هو معقود‬

         ‫على ما يمكن أن نس ّميه «شعر ّية المكان» تسمية ووصفا‪.‬‬

‫((( منصف الوهايبي‪ ،‬ق‪.‬ي‪.‬ر‪.‬و‪.‬ازن‪ /‬سيرة الهلالي ال ّصغير‪ ،‬البدوي للنّشر‬
                                                   ‫وال ّتوزيع‪.2015 ،‬‬

‫((( انظر‪ ،‬مع ّلقة لتقريظ المكان‪ ،‬ضمن كتاب الجغرافيا‪ ،‬دار آفاق‪-‬بربكتيف‬
                                     ‫للنّشر بتونس‪ ،2018 ،‬ص‪.186 .‬‬

 ‫‪107‬‬
   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112