Page 111 - منصف-الوهايبي
P. 111
إ ّن المكان الحقيق ّي لذو بعد زمن ّي تا ّم؛ ولذلك نلفي في القصيدة
انبجاسا جديدا ح ّتى وإن كان معلوما بالاسم .ولكونه زمنا فهو
ممتلئ بالفقدان أبدا..
هذا البعد ال ّزمن ّي ليس شخص ّيا فقط ،وإ ّنما هو ثقافة بتمامها،
فعصور كثيرة سابقة ُتستدعى ويجري تمريرها في القصيدة بسرعة
مجنونة أحيانا ح ّتى يمكن القول بأ ّن هناك ضربا من ال ُّدوار أو
الانهيال لأنقاض تاريخ ال ّشعر العرب ّي في قصيدته:
كتب المع ّري للمع ّري:
يا سم ّيي! أ ّيها الأعمى!
لقد أعل ْل ُت ع ّلة «قال» وهي قديمة.
وغدو ُت مكفو َف ال ّلسان
«أقول» ما قال ْته لي ال ّرؤيا.
سمع ُت مع ّرة النّعمان
في طرقاتها وبيوتها.
ورأي ُت أجرا َس ال ّظلال بها
وأقوا َس ال ّصدى.
ورأي ُت أحجارا بها ُترسي
وأحجارا تسير.
()...
رأي ُت ربيعها في الل ّاذق ّية
111