Page 26 - منصف-الوهايبي
P. 26
مختلفة ...يتب ّدى ذلك واضحا في قصائد الوهايبي ..فقد أعاد خلق
النص القديم خلقا جديدا..
وإذا كان لنا أن نبحث عن خيط ينتظم ك ّل الأسماء الشعرية
القديمة التي استدعاها في قصائده وجدناها تنطوي ،على اختلافها،
على نبرة رفض وتم ّرد..هذه النبرة ليست بالضرورة في مقول القول
أعني المضامين والدلالات وإ ّنما قد تكون في طرائق القول...
أي في الأساليب والبناء ...فالأدب هو الخروج من الربوع الآهلة
والدخول في الربوع الخالية ...
الخصيصة الثالثة إقباله على المعرفة الإنسانية يحاورها ويغتذي
من مجالاتها المختلفة ..
الوهايبي قارئ نهم لا تقتصر قراءاته على الشعر بل تتجاوزه إلى
حقول معرفية كثيرة مثل الفلسفة والرواية والانثروبولوجيا وأدب
الرحلة والسياسة ..
فهو أنموذج الشاعر الحديث الذي ح ّول الكتابة ،حسب عبارة
عزرا باوند ،إلى حلول في أرواح الأسلاف «الذين ك ّونوه ود ّربوه»(((
من «كاتبي الحول ّيات والمترجمين المجهولين والمع ّلمين
المنكفئين إلى الظل والمنس ّيين والمهملين»((( يستحضرهم
ويحتفي بمنجزاتهم .
هؤلاء الكتاب والفلاسفة والحكماء تركوا ظلالهم واضحة على
قصائده وصوره ورموزه ..فالشعر منذ المدرسة الرمزية لا ينبجس
((( المرجع ال ّسابق ،الصفحة نفسها.
((( لوريت فيزا :ازرا باوند ترجمة كميل قيصر داغر ،المؤسسة العرب ّية
لل ّدراسات والنشر ،بيروت ،1980ص .54
26