Page 31 - منصف-الوهايبي

‫شعر ّية منصف الوهايبي‪:‬‬

‫التح ّولات والخصائص‬

‫فتحي النصري‬

‫لم ينخرط الشعر التونسي خلال العقدين السابع والثامن من‬
‫القرن العشرين في التح ّولات التي طرأت على الشعر ّية العرب ّية إ ّبان‬
‫ظهور حركة الشعر الح ّر إلاّ بقدر يسير لم يتع ّد في معظم الحالات‬
‫التح ّول الشكلي العروضي إلى استيعاب الرؤى الفنّ ّية الجديدة‪.‬‬
‫وذلك أ ّن هذا الشعر ظل يراوح بين ألوان من الغنائ ّية التي راجت في‬
‫النصف الأ ّول من القرن المنصرم (نورالدين ص ّمود‪ ،‬جعفر ماجد‪،‬‬
‫زبيدة بشير‪ )..‬ونماذج من الواقع ّية الاجتماع ّية (من ّور صمادح‪،‬‬
‫الميداني بن صالح‪ .)..‬ولا نجد صدى للتح ّولات الفن ّية التي‬
‫طرأت على القصيدة العرب ّية في المشرق إلاّ في حدود وعند الآحاد‬
‫من الشعراء الذين نخ ّص منهم بالذكر محيي الدين خر ّيف‪ .‬وحين‬
‫انبثقت حركة «الطليعة الأدب ّية» في أواخر الس ّتين ّيات ع ّززت الاتجاه‬
‫الواقع ّي بنزوع إلى التنثير شمل لغة الشعر وإيقاعه‪ .‬فقد تم ّرد شعراء‬
‫«في غير العمودي والح ّر» على الأوزان الخليل ّية وكتبوا شعرا‬
‫ُم َو ّقعا يستلهم لغة الحياة اليوم ّية ووقائع العصر‪ .‬ولئن شارك هذا‬
‫الشكل الشعري قصيدة النثر المشرق ّية بعض هواجسها فإ ّنه يصدر‬
‫عن اختيارات جمال ّية وتص ّورات عن الشعر مغايرة‪ .‬وفي المقابل‬
‫نجمت نماذج أخرى أقرب إلى مفهوم قصيدة النثر‪ .‬ومنها «القصيدة‬

‫المضا ّدة» التي كتبها مح ّمد المصمولي‪.‬‬

‫‪31‬‬