Page 51 - منصف-الوهايبي
P. 51

‫إلى أن جاوبني ديك في أعلى السور‪..‬‬

                      ‫فديك ثان‪ ..‬ث ّم علا أفق بصياح ديوك‪:‬‬
                                    ‫كان التمبكت ّيون معي‪،‬‬

                    ‫من سطح‪ ،‬في الليل‪ ،‬إلى سطح يتنادون‬

                      ‫و قد م ّدوا أعناق ديوك‪ ،‬لنهار موعود‪.‬‬

                                                 ‫***‬

                                     ‫و أنا أعلو بجناحين‪:‬‬

            ‫جناح بالمشرق معقود‪ ،‬وجناح بالمغرب معقود‪.‬‬

                                       ‫و قوائم في الغيم‪.‬‬

‫نسج الشاعر الحكاية في هذا الن ّص على منوال أسطورة الديك‬
‫الكوني ا ّلذي يرد في المأثورات الإسلام ّية « بحجم الكون رجلاه‬
‫في تخوم الأرض السفلى وعنقه مثن ّية تحت العرش وقد أحاط‬
‫جناحاه بالأفقين مشرقا ومغربا(‪ )...‬فإذا كان هنة من ال ّليل صاح‬
‫س ّبوح ق ّدوس فتصيح الديكة»((( ‪ .‬لقد و ّظف الشاعر هذه الما ّدة‬
‫الأسطور ّية في بناء حكاية تخييل ّية انفتحت باختلال في التوازن‬
‫مصدره تخ ّلي ال ّديك عن وظيفته الطبيع ّية المتم ّثلة في إعلان‬
‫المواقيت وتلاه ر ّد فعل الراوي المندرج في الحكاية وقد عمل‬
‫على إصلاح هذا الافتقار بالحلول مح ّل الديك في تقسيط أوقات‬
‫ال ّليل‪ .‬وحذا حذوه التمكت ّيون ا ّلذين تح ّولوا بدورهم إلى ديكة‬

‫((( مح ّمد عجينة‪،‬موسوعة أساطير العرب‪ ،‬عن الجاهل ّية ودلالاتها‪،‬دار‬
                              ‫الفارابي‪ ،‬لبنان‪،1994،‬ج‪ ،1.‬ص‪303.‬‬

 ‫‪51‬‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56