Page 46 - منصف-الوهايبي
P. 46
ال ّداخلي وما يم ّثله من غنى لا ينفد .وفي المقابل فإ ّن ترشيش(((
«حلم مبتور» ووهم وسراب:
قلت أش ّد رحالي في الفجر إليها
ولأضرب في الصحراء
ترشيش الجنّة ترشيش الخضراء
والحلم المبتور
وإذا كانت تمبكتو تحيل في بعد من أبعادها ال ّرمز ّية على ثراء
العالم الداخلي ،فإ ّن الغنيمة ك ّل الغنيمة في الإياب إليها .ولع ّل
التحوير الذي أدخله الشاعر على خاتمة القصيدة في الطبعة الثانية
ل»مخطوط تمبكتو«((( يؤ ّكد ما ذهبنا إليه فقد حذفت كلمة «كنز»
التي تقترن بالمكسب الما ّدي ليحل مكانها رمز الديك(((بما يحيل
عليه من معاني الذكورة والنخوة والأنفة وهي مشاعر تقترن بذات ّية
تث ّبت سلطتها في مواجهة سلطة «الخارج» أو ترشيش.
((( وفي سياقات أخرى من مد ّونة الشاعر المدينة مطلقا دون تخصيص وتجدر
الملاحظة أ ّن حدود «الداخل» و«الخارج» قد تتغ ّير فالقيروان قد تنقسم على
نفسها لتتح ّول إلى«خارج» تمثله المدينة و«داخل» تمثله القرية التي انحدر منها
الشاعر.
((( صدرت الطبعة الثانية عن دار الينابيع ،دمشق2004 ،
((( ح ّور الشاعر في هذه الأبيات :وإذا حلمي المبتور
حلم القاضي..كنز يتو ّهج
في ج ّرة ف ّخار مكسور
وفي الطبعة الثانية :وإذا حلمي المبتور
حلم القاضي ديك من ذهب
يستوفز في لوح من صندله المكسور
46