Page 48 - منصف-الوهايبي
P. 48

‫وقد استه ّل الشاعر القصيدة بخطاب هذا المتك ّلم وهو يسترجع‬
              ‫حالة حصار تذ ّكر بالنبي المهاجر أو بأهل الكهف‪:‬‬
                          ‫هل كان ُملتجأ دلفت إليه أم قبرا؟‬
                     ‫‪.......................................‬‬
                          ‫جلست مف ّتح العينين‪..‬أهجس‪..‬‬
                         ‫قلت ‪ :‬بعد هنيهة يتع ّقبون خطاي‪..‬‬
                             ‫بعد هنيهة يتس ّلقون الصخر‪..‬‬
                                           ‫فاخرج عاريا‬
                           ‫ولتأخذ الصحراء ما شاءت إذن!‬

‫في هذا السياق اتخذ الشاعر من حكاية العظاية «معادلا‬
‫موضوعيا» يسمح له عن طريق الإيحاء بالكشف عن الجوانب‬
‫الخف ّية أو المحجوبة في حكاية الذات المتل ّفظة وصياغة وجهة‬

                                                ‫نظرها فيها‪:‬‬
                       ‫لا شيء غير عظاية في السقف تسبت‬

                                 ‫ر ّبما الت ّمت على أحلامها‬
                                       ‫و استنبتت جنحين‬

‫إ ّن العظاية ليست سوى صورة أخرى للراوي المنكفئ على ذاته‬
‫مستعيدا مغامرات قادته إلي مدينة « ض ّيع في طرقاتها مفتاح بيته»‬
‫وإذ يفيق من غفوته تلتبس عليه الأشياء ويختلط الواقع بالخيال‬

                                          ‫والحقيقة بالحلم‪:‬‬

                                                                             ‫‪48‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53