Page 49 - منصف-الوهايبي
P. 49
وحين أفقت..
كان الفجر ملتبسا
وكان دم على الأحجار!
قلت :لع ّل وقتي جاء ..فلأخر ْج!
ولكن أين؟
هذي ك ّوة مفتوحة في الصخر..لا تفضي إلى شيء!
وقلت لع ّلهم جاؤوا ..وأنت مم ّدد
(عينان مسبلتان ..وجه غائر..
قدمان داميتان)..
فارتاعوا وو ّلوا هاربي ْن!
وإذا كانت مغامرة ال ّراوي تنوس بين الحقيقة والوهم فإ ّن رصد
وضع العظاية يبدو بسبب تركيب الحصر أقرب إلى اليقين:
لا شيء
غير عظاية في السقف
تسبت أو تموت!
هكذا تبدو لنا حكاية العظاية « معادلا موضوع ّيا» أتاح للشاعر
صياغة وجهة نظره في مغامرة الراوي المتك ّلم في القصيدة .فهل
هذه المغامرة لم تكن سوى أوهام أفرزتها حالة من التوجس
والخوف والانكفاء على ال ّذات ؟ إ ّن استدعاء هذا الزاحف الذي
يستنبت في الحلم جنحين يبرز التقابل بين واقع الالتصاق بالأرض
49