Page 47 - منصف-الوهايبي
P. 47

‫نتب ّين م ّما تق ّدم أ ّن قصيدة «حلم في تومبكتو‪ »...‬ليست صياغة‬
‫شعر ّية لحكاية التنّوخي في»الفرج بعد الش ّدة» وإ ّنما هي توظيف‬
‫لها فالشاعر وإن احتفظ من الخبر بالشكل الدائري المنبني على‬
‫فكرة العود على بدء وهي أساس المشابهة الضمن ّية بين عالم‬
‫الحكاية الموظفة والموضوع ا ّلذي يحيل عليه الشاعر فإ ّنه أدخل‬
‫على الما ّدة السرد ّية من التحويرات ما ح ّول من دلالتها وأخضعها‬
‫لرؤية مخصوصة نجد آثارها في غير هذا الن ّص من مد ّونة الوهايبي‪.‬‬
‫ومدار هذه الرؤية الانتصار على لفرد ّية الشاعر والاحتماء بغنى‬
‫العالم الداخلي الذي يتماهى مع تومبكتو أو القيروان تارة ومع‬

                ‫«مسكلياني» أو مسقط رأس الشاعر تارة أخرى‪.‬‬

‫إ ّن الحكاية في شعر المنصف الوهايبي لا تحيل دائما على عالم‬
‫آخر بمقتضى علاقة مشابهة صريحة أو ضمن ّية‪ ،‬ذلك أ ّن المحتوى‬
‫السردي في بعض نصوصه لا يعدو أن يكون أسلوبا لمعالجة‬
‫معنى مجرد أو تمثيل حالة أو تجربة‪ .‬وإذ يستدعى الحيوان في‬
‫هذه النصوص فعلى سبيل الاستعارة مثلما هو الشأن في قصيدة‬
‫«خ ّفاش»((( أو في قصيدة «قنفذ»((( أو لتكون حكايته بمثابة‬
‫«المعادل الموضوعي» لـ«حكاية» أخرى مثلما هو الشأن في قصيدة‬
‫«حشرة سراج الليل» ((( أو في قصيدة «عظاية»((( ا ّلتي نقف عندها‪.‬‬

‫بنى الشاعر هذه القصيدة على حكايتين‪ :‬حكاية متكلم استب ّدت‬
‫به حالة من ال ّتو ّجس والخوف وحكاية عظاية تس ُبت في السقف‪.‬‬

                   ‫((( من البحر تأتي الجبال‪ ،‬ديوان الوهايبي‪ ،‬ص‪124 .‬‬
                                                 ‫((( م‪ .‬ن‪ ،.‬ص‪136.‬‬
                                                      ‫((( م‪ .‬ن‪129 .‬‬
                                                ‫((( م‪ .‬ن‪ ،.‬ص‪140 .‬‬

 ‫‪47‬‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52