Page 77 - منصف-الوهايبي
P. 77

‫ويعنينا هنا ما ذكرته «فيغلزون» من مبادئ للا ّتجاه ال ّصوفي –‬
                  ‫الكوني في الشعر التونسي وهي على التوالي‪:‬‬

‫‪ -‬تأكيد ال ّدور الحضاري والإبداعي ا ّلذي يتع ّين على الشاعر‬
                 ‫القيا ُم به باعتباره عنص َر تجديد داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬تخليص الفعل الإبداعي من ك ّل أشكال الوصاية مهما‬
‫كان مأتاها‪ ،‬وتأكيد الحاجة المل ّحة إلى احترام الحقوق الماد ّية‬

                                         ‫والمعنو ّية للشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬مناصرة ك ّل المبدعين في العالم وفي العالم العربي تخصيصا‪،‬‬
‫ا ّلذين ُيعانون الملاحق َة من جميع السلطات بسبب أفكارهم‬

                                           ‫وأعمالهم الفن ّية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار الشعر التونسي جز ًءا لا يتج ّزأ من ال ّشعر العرب ّي‪ ،‬يتأ ّثر‬

                                               ‫به ويؤ ّثر فيه‪.‬‬

‫‪ -‬تعميق التراث الثقافي العربي بإبراز مظاهره الأكثر إشراقا‪،‬‬
‫والتعامل معه بما هو ك ّل مو ّحد‪ ،‬وإبعاد ال ّرؤى الِانتقائ ّية أو الحزب ّية‪.‬‬

  ‫‪ -‬الإفادة من التجارب الإبداع ّية العالم ّية ومتابعة تط ّورها(((‪.‬‬
‫وقد أ ّكدت كاتب ُة المقال اختلا َف هذا الت ّيار عن ت ّيار ال ّطليعة‬
‫الأدب ّية ا ّلذي دعا إلى ما س ّماه الهمام ّي «في غير العمودي والحر»‬
‫وا ّلذي اعتبره الوهايبي شعا ًرا يفوق القدرة الفنية لأصحاب تلك‬

                                                   ‫الدعوة‪.‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪ 107‬وهذا دليل على استمرار ال ّصراع بين الاتجاهين الشعر ّيين‪.‬‬

‫‪(1) Le courant mystico-cosmique, p. 278.‬‬

 ‫‪77‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82