Page 79 - منصف-الوهايبي
P. 79
عمود ّية مو ّحد َة القافية بصوت النون مشبعا بالكسرة .وأ ّما خارطة
المفاتيح التي كانت مو ّزعة على القصائد فوقع جم ُعها في طبعة دار
محمد علي للنّشر((( .ولسنا ندري سب ًبا جعل الوهايبي يحذف تلك
القصيدة خا ّصة وهي تنطوي على طاقة شعر ّية قو ّية وكأ ّنها تستلهم
كتابة المتص ّوفة من أصحاب القلوب.
وأ ّول ما يستوقف الناظر في هذه المجموعة هو عتبتها الأولى
ونعني بها عنوا َنها إ ّنه يتش ّكل نحو ّيا بمر ّكب إضاف ّي يجمع بين أمرين
يشتركان في القدامة.
فأ ّما المخطوط فهو ن ّص يقع تدوينه بخ ّط اليد لا بحروف
المطبعة وهو من عمل الوراقين والن ّساخين ا ّلذين يخ ّطون النّسخة
الأولى التي يكتبها صاح ُب الكتاب ث ّم يستخرجون عليها نسخا
أخرى ،وتزعم العرب أ ّن «الخطاطة» رجال كانوا طوال الأيدي فإذا
م ّد ال ّرجل منهم يده تجاوزت ركبته .والمخطوط يحتاج إلى تحقيق
وهو نشاط علم ّي دقيق يتط ّلب التدقيق والتث ّبت لف ّك ما يكون في
الكتابة مستغ ِلقا أو ممح ّوا بفعل عوادي ال ّزمان والِا ّمحاء.
وإطلاق تسمية «مخطوط» على كتاب مطبوع يبدو أم ًرا فيه
مراوغة ولكن المسأل َة ُتف ّسر بما في القصائد من عودة إلى قديم
ال ّزمان وماضي المكان.
ذاك أم ُر المضاف في ن ّص العنوان وأ ّما المضاف إليه فهو اسم
مدينة إسلام ّية شهيرة في جنوب مالي (وهي عند صاحب الن ّص
قناع القيروان) ،تقع بالغرب من نهر النّيجر ،وهي مرك ٌز للقوافل على
((( ديوان الوهايبي ،دار مح ّمد علي للنشر ،صفاقس-تونس ،الطبعة الأولى
،2010انظر مفاتيح ص ص ,151-149
79