Page 73 - منصف-الوهايبي
P. 73

‫الشاعر لا يدري كل شيء ضبابي حوله‪ ،‬و«الباب الدوار» لا‬
‫يهدأ‪ ،‬وحركة النص في تو ّتر مستمر وإيقاعه يشت ّد حتى تنقطع‬
‫أنفاسنا‪ ..‬إنها المتاهة عينها‪« ..‬باب دوار‪ ...‬باب كالنوم يدور بنا‬
‫والباب يدور بنا» هذا التكرار لفعل الدوران ونسبه للباب الذي‬
‫عهدناه ثابتا لا حراك له‪ ،‬قدره ان ينفتح أو ينغلق‪ ،‬نجده هنا «د ّوارا»‬
‫لا يكاد يعرف من يجتازه « أيدخل أم يخرج»‪ .‬ايقاع سريع منهك‪،‬‬
‫خوف هائل ورعب كالجحيم « ليقذفنا (الباب) فجرا منهوكين على‬
‫الأعتاب» إيقاع النص ثقيل الثقيل( ُد ْم‪ُ ،‬د ْم)‪ ،‬تهيمن فيه الـ« ُد ْم» هيمنة‬
‫مرعبة‪ ،‬لتج ّرنا إلى مدارات الفزع التي يعيشها الشاعر في لحظته‬
‫تلك‪ .‬إيقاع مخيف يح ّفز المتلقي ويستفزه دافعا به إلى الدوامة‬
‫ذاتها‪« .‬هل كنا نتق ّدم أم كان الليل إذن؟ أم كنّا هذا الباب؟» يخلص‬
‫الشاعر في نهاية النص إلى الحيرة القصوى‪ ..‬وينخر الشك بعضه‬
‫وك ّله‪ ..‬هل هذه الدوامة تنبع من واقعنا الجارح الذي ينتهكنا كل‬
‫حين؟ أم هي انكساراتنا وخيباتنا وعجزنا؟ هل نحن الباب الدوار؟‪.‬‬

 ‫‪73‬‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78