Page 11 - منصف-الوهايبي
P. 11

‫المؤ ّسسات الاجتماع ّية سواء ا ّتخذت طابعا سياس ّيا أو فقه ّيا أو ح ّتى‬
‫اقتصاد ّيا (تسويق ّيا)‪ .‬وهذا لا يسوق إلى إنكار ال ّتداخل بين ال ّشعر ّي‬
‫وغيره‪ ،‬وإ ّنما يفيد أ ّن الخلط بين المصطلح والمفهوم في شأن‬
‫ال ّشعر؛ وفي شأن غيره أيضا‪ ،‬إ ّنما هو مسند بتد ّخل سلطان ذي هموم‬
‫نفع ّية في الغالب الأع ّم أكثر منها هموما معرف ّية جمال ّية‪ .‬وإذا جاز أن‬
‫ُنسقط دلالة المصطلح على دلالة المفهوم فعلى أساس أ ّن هذا هو‬
‫على الأق ّل مفهوم مو ّحد اصطناع ّيا لجملة من الأحكام؛ ولكنّه ليس‬
‫على أ ّية حال مفهوما بالمعنى الذي يكون فيه المفهوم مج ّردا‪ ،‬أي‬
‫م َتم َّثلا من صميم ال ّشيء نفسه‪ .‬ومع ذلك ينبغي‪ ،‬هاهنا‪ ،‬ألاّ نقع في‬
‫الخلط بين تص ّور للمفهوم يمكن أن نس َمه ب»فطران ّي»‪ ،‬وهو الذي‬
‫يبحث تحديد ال ّشيء ضمن بنية ال ّذات باعتبارها تشتمل على مبادئ‬
‫فطر ّية‪ ،‬وبين موقف يمكن اعتباره «خبران ّيا» ويدور أساسا حول ربط‬
‫المفهوم بوشائج ممكنة مع العا َلم‪ ،‬وهو يلتقط المفهوم من عمل ّية‬
‫تمفصل بين ال ّذات والمرجع‪ .‬أي ينبغي عدم ال ّتو ّرط في الخلط بين‬
‫تص ّور للمفهوم يعتبره ق ْبل ّيا‪ ،‬أي هو موجود ح ّتى من قبل أن يوجد‬
‫ال ّشيء فعل ّيا وبين تص ّور للمفهوم يعتبره ب ْعد ّيا‪ ،‬أي يوجد وال ّشيء‬
‫الذي هو مفهوم له موجود بعد؛ إذ ليس المفهوم هاهنا غير المعنى‪،‬‬
‫والمعنى بعيارة أهل الفلسفة‪ ،‬هو أثر أبدا‪ .‬وليس فقط أثرا بالمعنى‬
‫ال ّسبب ّي؛ ولك ّنه أثر في معنى الأثر البصر ّي والأثر ال ّصوت ّي أو ر ّبما هو‬

     ‫أثر مساحة أو أثر وضع أو أثر لغة نشت ّم فيها روائح الأسلاف‪.‬‬

‫لأقل المعنى هو علاقة بين طرفين في عموم تعريفه‪ ،‬وعلاقة‬
‫بين ال ّذات وال ّشيء في مخصوص تعريفه بالنّسبة إلى سياق حديثي‬
‫حيث القصيدة هي المعنى‪ .‬وهما تص ّوران يمكن اعتبارهماـ وإن‬
‫بضرب من ال ّتأويل قد يعتريه بع ُض ال ّشطط ؛ امتدادا لل ّتقابل بين‬

 ‫‪11‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16