Page 15 - منصف-الوهايبي
P. 15
على الكلمة معناها أو مدلولها ،على أساس من طابع المص ّوت
وكم ّيته أو م ّدته من حيث الطول والقصر ،على نحو يتيح لنا ال ّرجوع
إلى صورتها أو وزنها.
ولا ب ّد من دراسة تو ّضح الكيف ّية التي يستثمر بها الك ّتاب
والشعراء على اختلاف عرب ّياتهم نظام «التح ّول ال ّداخلي» في
العرب ّية الأ ّم ،وما قد يكون من أثر اللغات الأجنب ّية .والشاعر إ ّنما
ينشئ في ظ ّل تقاليد نوع ّية مخصوصة ،أو في ضوئها ،ولك ّن عمله
لا ُيقاس بها فحسب ،وإ ّنما أيضا بما يذكي من احتمالات وإمكانات
لغو ّية فيها .إ ّن نظام «ال ّتح ّول الداخلي» لا يوقفنا على الهيئة التي
ت ّتخذها العلامة وعلى قواعد تنسيقها فحسب ،وإ ّنما َيبِين أيضا عن
وظيفة التركيب في نظم المعنى وتنظيمه وعن لغة جمع .فإنتاج
معنى مختلف من الفعل المزيد مثلا ،إ ّنما ينجم عن النّظام المتع ّلق
بوحدتين لغو ّيتين أو أكثر ،بحيث ننتقل من ال ّثلاثي بش ّتى معانيه إلى
المزيد بسائر معانيه ،أو إلى المستحدث الذي يمكن أن يكون من
أثر الدخيل أو اللغة الأجنب ّية أو ما نس ّميه «الحداثة» على قلق هذا
المصطلح.
ذلك أ ّن كثيرا م ّما نقوله عن الحداثة ك ّتابا وشعراء ومث ّقفين،
يحتاج إلى قدر غير يسير من التوقف والتثبت وحسن التناول ،وإلى
شواهد وأسانيد من الأدب والف ّن الحديث تنهض له وتعضده .وهذا
مبحث لا ي ّتسع إلاّ للنزر القليل من هذا ك ّله .ولكن لا يذهب ّن في
الظن أ ّن سؤال الحداثة من المتعاود الثقافي ،أو هو من المسائل
المحسومة؛ ويكفي أن أحيل القارئ على أعداد من الشهر ّية
الفرنسية «ماغزين لتيرار» مثل تلك المخصوصة بالشاعر الفرنسي
15