Page 36 - منصف-الوهايبي
P. 36
وأ ْل َق ْت حلمها في النه ْر
فألقينا عليه مح ّبة منّا
وأرسلنا الرياح مب ّشرا ٍت بالندى
ولسوف تحمله فيسعى،
أ ّيها الحلم الذي كنّا اصطفينا
أ ّيها المخبوء بين أصابع الشعرا ْء
سلا ٌم أنت يا من تظفر الخيط الذي
يمت ّد بين الغصن والثمر ْه
سلام أنت ح ّتى مطلع الفجر(((.
وبالإمكانالقولإ ّنمنصفالوهايبيقدتم ّكنفيديوانه«ألواح»
باستيعابه منجزات الشعر المعاصر وباسترفاده النصوص التراث ّية من
تلقيح شعره بما يجعله ينخرط بكامل الحقوق في الحداثة الثانية أو
«الواقع ّية الجديدة» وفق توصيف بدر شاكر الس ّياب .غير أ ّن تط ّور
ممارسته الشعر ّية ستشهد تدريج ّيا ضمور النزوع الواقع ّي دون
انتفائه كل ّيا .والح ّق أ ّن الوهايبي على خلاف الجيل الذي راد الشعر
الح ّر والعديد م ّمن تلاه من الشعراء لا يسفر شعره عن التزام ثابت
بهواجس إيديولوج ّية أو تاريخ ّية أوحضار ّية إلاّ ما قد يستخلص من
افتتانه باللغة العرب ّية وتراثها الأدب ّي .وح ّتى التص ّوف الذي كثيرا
ما بولغ في تقدير أثره في شعره لاين ّم على تجربة روح ّية أو تو ّجه
فلسف ّي بقدر ما نرى فيه ما ّدة اقتضتها حاجة الشاعر إلى ابتداع لغة
مختلفة.
((( م .ن ،.ص38 .
36