Page 35 - منصف-الوهايبي
P. 35

‫يغنّي ويحلم بالخبز والعافي ْه‬
                             ‫أغنيا ُء المدينة م ّروا ولم يقفوا‬
                              ‫فقراء المدينة م ّروا ولن يقفوا‬
                          ‫وهو ينْقر‪ -‬منتظرا‪ -‬فوق صندوقه‬

                               ‫ويح ّدق في الأ ْرجل العابر ْه‬
                                 ‫أقبل ْت في الظهيرة س ّيارة‪:‬‬
                                   ‫تر ّجل سائقها‪ ،‬م ّد ساقا‬
                                    ‫إلى الماسح المتر ّقب‬

                                       ‫فارتفعت يده فجأة‬

                            ‫تصبغ الوجه والب ْد َل َة الفاخر ْه(((‬
‫غير أ ّن «الثورة اللغو ّية» التي شهد ديوان «ألواح» بدايتها‪،‬‬
‫ستقترن بتح ّول في الرؤية الشعر ّية وفي تص ّور الشاعر لصلة الشعر‬
‫ب»الواقع» دون أن يتر ّتب على هذا التص ّور انقطاع ك ّل سبب‬
‫بينهما‪ .‬ففي القسم الموسوم بـ«قصائد عرب ّية» أثر من الهواجس‬
‫التاريخ ّية والحضار ّية ولكن في سياق رؤية فنّ ّية تعدل عن الجزئ ّي‬
‫أو العارض إلى ما هو ك ّل ّي أو أساس ّي من حركة التاريخ والحضارة‪.‬‬
‫وهو ما دعا الشاعر إلى الاحتفال بالرموز الحضار ّية (النخلة‪،‬‬
‫الخيمة‪ ،‬الصحراء‪ ،‬الجمل‪ ،‬المهرة‪ )...‬والإهابة بالمعجم الصوف ّي‬
‫وباللغة القرآن ّية التي قد تغدو مثالا يحاكيه على غرار ما يلاحظ في‬

                      ‫هذا الشاهد من قصيدته «سورة النخيل» ‪:‬‬

 ‫((( ألواح‪ ،‬ديوان الوهايبي‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪ ،2010 ،‬ص‪63 .‬‬

 ‫‪35‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40