Page 61 - منصف-الوهايبي
P. 61

‫والسبعينات‪ ،‬لأ ّنها قامت على معاني البؤس والحزان وال ّشقاء‪ .‬ولا‬
‫ش ّك في أ ّن تحويل ال ّضوء إلى دليل «يقتاد هذا المغرب ّي» يؤ ّكد ذلك‬

                             ‫بل يح ّول انتفاء البصر إلى وجود‪.‬‬

‫تتح ّول ال ّدلالة في الجزء الثاني من القصيدة لترتبط بمعنى جامع‬
‫هو ‪« :‬ال ّليل» لك ّن ال ّدلالة فيه متح ّولة من فعل «الاطفاء»‪ ،‬إطفاء‬
‫فضاء اليرقة وإطفاء الوردة‪ ،‬إلى فعل الإضاءة‪ ،‬كأ ّنه ليل انتقال من‬
‫الغياب إلى الحضور ومن التباس ال ّرؤية إلى وضوح الأفق‪ ،‬ولع ّل‬
‫«تخ ّفي الليل في هيئة ص ّياد»((( يؤ ّكد ذلك‪ ،‬فـــ»يضيئ الوقت»‬
‫فكيف يضيئ الوقت؟»‪ ،‬لع ّل هذا المعنى موصول برمز ّيات متع ّددة‬
‫منها ما هو مق ّدس (سبعة نجوم) ومنها ما هو من الأشياء (عصا‬
‫الأعمى) ومنها ما هو من ال ّطبيعة (الخ ّفاش‪ ،‬ال ّدودة‪ ،‬ال ّريح) فكأ ّن‬
‫ال ّشاعر يش ّكل مجاز المدينة وتح ّولاتها بواسطة تع ّدد الرمز ّيات‪،‬‬
‫ومن خلال القدرة على بناء المرجع ّيات في القصيدة ذاتها‪،‬‬
‫فالعلاقات بين الكلمات وال ّصور لا مرجع ّية لها خارج القصيدة‪،‬‬

                      ‫وهذا ما يش ّكل بعض شعر ّية المدينة فيها‪.‬‬

‫‪ - 2‬مجاز «القرويين وفتنة ف ّك الخطوط‪ ،‬أو «بديل‬
                           ‫المدينة الثانية‪ :‬تلك فاس‪»..‬‬

‫جاء عنوان هذه الحلقة الثانية‪« ،‬بديل المدينة الثانية»‪ ،‬مشتركا‬
‫مع القصيدة الأولى في الجزء الأ ّول «بديل المدينة» مختلفا معها‬
‫في ال ّترتيب ووضع عبارة الثانية بعد الأولى‪ ،‬وهذا ما يؤ ّكد تعالق‬
‫القصائد الثلاثة‪ .‬أ ّما في الجزء الثاني من العنوان فيصرح ال ّشاعر‬
‫باسم المدينة ويجعل اسم الإشارة سابقا لها «تلك» ث ّم يو ّظف‬

                                   ‫((( ديوان منصف الوهايبي‪ ،‬ص ‪.69‬‬

 ‫‪61‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66