Page 66 - منصف-الوهايبي
P. 66
إن كتابة المدينة في هذه القصيدة رحلة في الرمز والتاريخ
والراهن والشعري والسياسي ،السياسي الذي يقول المعنى
بتفاصيل الأشياء وبأسئلة الراهن.
عود على بدء
هذه شذرات قراءة في ثلاث قصائد من شعر منصف
الوهايبي ،نخلص منها إلى أ ّن المدينة جوهر في حدثان الإنشاء،
وحضور المدينة في قصيدته تع ّدد واختلاف لا يك ّف عن التش ّكل
والانكتاب ،سواء أكان في الن ّص الشعري الواحد ،أم في نصوص
متع ّددة من الديوان ذاته ،أم في أعماله الشعر ّية الكاملة ،وهو مبحث
حقيق بالتد ّبر والقراء ،لما له من تش ّكلات مجازية تقوم على قول
المختلف استعارة ،وشعر ّية أشياء ،وإعادة كتابة للماضي ،ومساءلة
للراهن ،وتحويلا لكتابة المدينة كي تكون استئنافا لتشكل معناها
بما يكشف بصمة الشاعر يخترق الأنساق .فبدائل المدينة المتع ّددة،
أولى وثانية وثالثة ،فتح لتلك الأبواب على تخييل المخ ّلد ،وتحديث
شعر ّية الأمكنة ،ورقش لخطوط المسافات بين المرجع والتخييل،
لأجل تشييد جمالية أخرى تخترق الأزمنة ،ورسم لصنعاء تقولها
صلصلة أجراسها في القصيدة فيكون القول فنّا ووجعا في آن.
66