Page 69 - منصف-الوهايبي
P. 69

‫بعض الأدوات الفن ّية من أجناس أدب ّية أخرى‪ ،‬وخاصة الرواية‪،‬‬
‫فنحن أمام غرفة نكاد نراها ونعرفها‪ ،‬نتخ ّلى عن التخييل قليلا وننزل‬

                                     ‫أرض الواقع‪ /‬الشعر ّي‪.‬‬

‫من قال إ ّن الواقع لا شعر فيه؟ وتنفتح المجموعة على ن ّص‬
‫يف ّتش في الأشياء‪ .‬أشياء الشاعر كما تو ّقعنا‪ .‬ن ّص على الكامل‬
‫يجيء تحت عنوان «مثل عجوز بيتر بيخ ّسل تقريبا»‪ ،‬ندخل معه‬
‫عالم الشاعر الحميم‪ ،‬نسير معه «في الطريق إلى برشلونة» ونتوه كما‬
‫تاه «تقريبا›‪ ،‬و«نشرب كأس تيكيلا على نضد البار»‪ .‬نقرأ معه شعرا‬
‫لأبي تمام والمتنبي‪ .‬الشاعر هنا يروي سيرته شعرا‪ ،‬فهو لا يترك‬
‫تفصيلا دون أن يف ّصله لنا‪ ،‬هي أشياؤه تنهض وتتش ّكل من جديد‬
‫وتنبعث في الن ّص الشعر ّي دونما تك ّلف أو تصنّع‪ .‬سيرة الشاعر‬
‫ت ّتحد مع سيرة المكان الذي كان حضوره طاغيا في كل النصوص‬
‫تقريبا (برشلونة‪ ،‬القيروان‪ ،‬بورتو‪ ،‬بيبلوس‪ ،‬مسكيلياني)‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤ ّكد انتماء هذا الن ّص إلى أدب السيرة وإن كان شعرا حيث أ ّصل‬

     ‫الحدث في مكانه وزمانه‪ .‬وإذا نحن نط ّل على المدن ونعرف‬

‫‪ )2‬أسماء الشوارع والحانات والحدائق‪ ..‬ونتج ّول مع الشاعر‬
                                         ‫ونرافقه حيث ح ّل‪.‬‬

‫طقوس العبور «باب لا مصراع له ‪« »..‬باب د ّوار لم نعرف‪ ،‬حين‬
‫دفعناه أكنّا ندخل أم نخرج باب كالنّوم بدروبنا‪« »..‬والباب يدور بنا‬
‫في منعرجات الليل» للباب علاقة وثيقة بطقوس العبور (الولادة‪/‬‬
‫البعث‪،‬الزواج‪/‬الحب‪،‬الموت‪/‬الفناء) فهو أ ّول شيء تفتحه‪/‬أو‬
‫تغلقه وتبدأ الطريق‪ .‬والشاعر يحتفي بالأبواب‪/‬البدايات‪ ،‬باعتبارها‬

                      ‫منعرجا مه ّما ومعراجا إلى تجربة أخرى‪.‬‬

 ‫‪69‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74