Page 71 - منصف-الوهايبي
P. 71
وتخاتل الأساطير وتغ ّير وجهتها .هي نصوص «واقفة في مه ّب
الدلالات»
)4يمكن للقارئ أن يستش ّف منها انفتاح النص الشعر ّي على
عوالم متعددة ،نصوص «تركت في داخلنا أكثر من شيء».
الإيقاع :موسيقى الرعب ماهو الشعر؟ وماهي منابته؟ ماهي
المعاول التي تمكننا من تصنيف قول ما على أساس أنه شعري،
باعتبار منتميا إلى جنس من الخطاب مخصوص معت ّد بذاته لذاته
في ذاته؟ يبدو أن الشعر هو صرخة آدم الأولى في وجه العتمة،
ضد الارباك ،ضد المق ّدس الذي يثقل كاهلنا ويج ّرنا إلى الدائرة
الأكثر رعبا .وجد الشعر ليقول أناه بأكثر من طريقة ،ليحمل سبحته
الخاصة به غير مبا ٍل بدروشة اليوم ّي .ويبدو أن الأنظمة النقدية
شاءت أن تغصب الشعر على أنساقها ،ودفعت به إلى مخابر
تجريبها وتأويلها ،قصد تفكيكه وفهم مأتى الشعرية وما يجعل
خطابا يوسم بالشعر على خلاف غيره ،وقصد التف ّكر في كيف
يكون الشعر شعرا .فتعددت النظريات لكنها ما فتئت تمسك بطرف
الشعر حتى يفلت ك ّله من قبضتها .واتجه أغلبها نحو درس الإيقاع
باعتباره الملمح الأساسي لشعرية نص دون سواه .لكل شيء إيقاعه
الخاص .لكل كائن إيقاعه الخاص.
الريح التي تعوي ،الجبل وأحجاره ونباته ،الحلم والكوابيس،
كرياتنا البيضاء والحمراء ،للمدينة إيقاعها وللريف إيقاعه..
لـ«أشياء السيدة التي نسيت ان تكبر» إيقاعها
.سنبحث في إيقاع المقطع السادس من قصيدة ختم بها الشاعر
كتابه ،جاءت تحت
71