Page 70 - منصف-الوهايبي
P. 70

‫والكتابة نفسها فتح باب وإغلاق باب‪ .‬وتتج ّلى طقوس العبور‬
‫في زوايا النصوص‪ ،‬حيث يحتفي الشاعر بالإيروس ويع ّد الولائم‪،‬‬

                                ‫وينثر البخور‪ ،‬ويظ ّل الماء من‬

‫أه ّم هذه الطقوس‪« .‬أذكر من بيتك في مرتولا مرآة جمعتنا في‬
‫غبش الماء الدافئ طيفين» ولا يمكن أن نغفل عن تيمة الموت الذي‬
‫نتل ّمس أثره في نصوص المجموعة‪ ،‬إذ يستدرج الشاعر تفاصيله‬
‫وارهاصاته ليحدثنا عن هذا العالم العجائبي الذي يستفزنا لنطرح‬
‫الأسئلة ولا جواب «أمس مات أبي» «ويجيء الأبناء صباحا» لاشيء‬
‫هنا سوى رائحة بيضاء» للموت لون الكفن الأبيض «رائحة بيضاء»‪.‬‬
‫بياض يلازم ك ّل طقوس العبور (قماط‪ ،‬ثوب زفاف‪ ،‬كفن‪ ،)..‬ويع ّبر‬

    ‫عنها ويحكيها‪ ،‬هو ذلك الباب الذي يفتح ولا ندري ما خلفه‪.‬‬

‫‪« )3‬الوقوف في مه ّب الدلالات» «أشياء السيدة التي نسيت‬
‫أن تكبر» نصوص شعرية رائقة وصور تبرق وتؤ ّكد قدرة الشاعر‬
‫الإبداعية الذي يرتاد مدارات مختلفة ويحملنا إلى مساحات تخيلية‬
‫مغايرة في لغة شعرية رقراقة وأسلوب عذب وخطاب شعري «قادر‬
‫على التقاط الل ّامرئي الكامن في المرئ ّي وانتشاله من عتمة الغياب‬
‫والمرور به إلى الحضور والتجلي‪ ».‬د ّوال تنزح عن مدلولاتها‬
‫الأولى ويكسبها الشاعر معاني جديدة‪ ،‬الشاعر‪/‬الطفل يلهو‬
‫بالكلمات ومعانيها ومواقعها ويفاجئنا بخطاب جديد يعيد تسمية‬
‫الأشياء والعالم‪« .‬قلت إذن أب ّدل هذه الأسماء‪ ،‬ألعب لعبتي الأولى‪:‬‬
‫كأن أدعوك يا مذياع صنبوري» لعب بالكلمات طريف وعدول عن‬
‫المعتاد في الكتابة الشعرية‪ .‬نصوص المنصف الوهايبي تستعير لغة‬
‫السرد والرواية والسيرة الذاتية أساسا‪ ،‬تستعير لغة الواقع وأشياءه‬

                                                                             ‫‪70‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75