Page 67 - منصف-الوهايبي
P. 67
«تركت في داخله أكثر من شيء»
أمامة الزاير
مازال الشعر يهجس بالاختلاف وبارتياد مدارات أخرى
وخوض غمار المجهول ،مجازفا غير عابئ بأخطار طريق الكتابة
ووعورة مسالكها ،ناسفا ك ّل الحدود ،قاطعا مع ما تع ّودناه من
خطابنا اليومي العادي ،متم ّردا على ما س ّلمنا به في الكتابة الشعرية
نفسها ،ت ّواقا إلى الانفلات من الرتابة ،إذ يتج ّرأ على ما قبله من
أسطر ليعلن فرادته في ذات الن ّص ،ليقول أناه بك ّل خصوصياتها
وملامحها التي تتش ّكل وفق رؤية فن ّية مخصوصة.
ومازال الشاعر يج ّرب وينحت عالمه الشعر ّي ووجهه الخا ّص
ويصنع كرات بلورية ث ّم يكسرها وينظر في شظاياها ،ث ّم يج ّمعها
ويصنع حبالا يسير عليها أو شباكا لصيد الوعول البرية .مازال
الشاعر طفلا يح ّدق في العين السحر ّية ،ويلهو .وينسى الشاعر دائما
أن «يكبر» ويظ ّل يورق في القصيدة ويحيا في أحشائها.
«أشياء السيدة التي نسيت أن تكبر وقصائد أخرى» مجموعة
شعرية للشاعر المنصف الوهايبي صدرت سنة 2010في طبعة
أولى عن دار المهى للنشر والتوزيع وقد امت ّدت على 107من
الصفحات ،وض ّمت 52ن ّصا بالإضافة إلى سيرة ذات ّية للشاعر
وبعض الهوامش .أ ّما لوحة الغلاف فقد كانت للفنان التشكيلي
حسين مص ّدق ،وهي ألوان وأشكال تتمازج ،تبين فيها الملامح
67